أكد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، ان قضية حرية العقيدة باتت وما يرتبط بها من حقِّ المواطنة للجميع، دون أدنى تمييز -قضيةً مركزية في الفكر الإنساني الحديث، وفي القلب منه الفكر الإسلامي، وذلك منذ قيام الدولة الوطنية الحديثة، والنصّ على مبدأ حرية الاعتقاد في الدساتير الوطنية، والمواثيق والمعاهدات الدولية.
وذكر المرصد في تقرير له، أن الواقع يؤكد أن مبدأ حرية العقيدة مبدأ إسلامي أصيل ثبت بنص القرآن الكريم في قوله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}؛ حيث جعل الإسلام قضية الإيمان أو عدمه من الأمور المرتبطة بمشيئة الإنسان نفسه واقتناعه الداخلي- كما يقول الدكتور الراحل محمود حمدي زقزوق (ت.2019م)- طبقًا لما ورد في القرآن الكريم: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ}.
وبيَّن القرآن أن مهمة النبي – صلى الله عليه وسلم- تتمثل في التبليغ فقط، وأنه لا سلطان له على تحويل الناس إلى الإسلام فقال تعالى مخاطبًا نبيه - صلى الله عليه وسلم: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}، وقال: { فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنتَ مُذَكِّرٌ * لَّسْتَ عَلَيْهِم بِمُصَيْطِرٍ} وقال: {فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ}، فإكراه الناس على الإيمان بدين من الأديان، من شأنه أن يولد منافقين لا مؤمنين، والإسلام يحارب النفاق والمنافقين أشدَّ حرب، وينطلق من أن خطرهم أَشد من خطر سواهم.
0 تعليقات