واصل أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، فعاليات اليوم الثاني، من برنامج التوعية الأسرية والمجتمعية المقام «بجامعة قناة السويس» بمحافظة الإسماعيلية، تحت عنوان "بالدين والعلم تبنى الأوطان".
وقال أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى، إن الشائعات ظاهرة من الظواهر الخطيرة التي تظهر في مجتمعنا المصري، وتعتبر من أخطر الأسلحة المدمرة للمجتمعات والأشخاص، فكم تسببت الشائعات في جرائم وقتلت أبرياء وحطمت عظماء، وكم هزمت الإشاعات من جيوش وهدمت حضارات على مر التاريخ.
وأوضح أعضاء الفتوى بالأزهر أن الشائعات تساهم في إيقاع العداوة والبغضاء بين الأفراد والأسرة والمجتمع على السواء، وتبث الرعب بين الأفراد وتغرس بذور الفتنة الطائفية وتنشر الحقد والكراهية في المجتمع وتهدد أمنه واستقراره بل وتقتل روح الإبداع والإنتاجية لدى الشباب كصناع لمستقبل هذا الوطن وقيادات للمستقبل.
وأكد العلماء، أن الأزهر الشريف يعمل على زيادة الوعي الديني والثقافي لدي الشباب لتحصينهم ضد الأفكار المتطرفة، والإشاعات المغرضة التي تبثها الجماعات المتطرفة بمجتمعاتنا، لما للشباب من دور كبير في بناء هذا الوطن، وصناعة نهضته وتقدمه.
وأشار أعضاء الفتوى إلى أن أسرع وسائل الإشاعة هذه الأيام هي وسائل التواصل الإجتماعي: (تويتر والوتس آب والفيس بوك والإنستجرام وغيرها)، مشددين على ضرورة متابعة هذه الوسائل والرقابة عليها من خلال الجهات المعنية وأصحاب الاختصاص، نظرا لسوء استخدام البعض لهذه الوسائل وفضولية البعض وخوضهم بما لا يعلمون، وذلك بسبب ضعف الوازع الديني وغياب الوعي الثقافي والأمني، وحس المسؤولية لدى كثير من الشباب.
وبين أعضاء الفتوى أن الشريعة الإسلامية أمرت الناس باستشارة أهل الاختصاص في الشائعات التي ترتبط بأمن المجتمع المسلم؛ بل جعلت ترك ذلك يعد من اتباع خطوات الشيطان.
وقد حذرنا الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز من نقل الشائعات قبل التثبت من صدقها ومصدرها، قال جل شأنه: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِّنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ۗ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا} ، كما حذرنا رسول الله فيما رواه الشيخان عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق).
0 تعليقات